Monday, July 24, 2006

لبيروت من قلبي سلام . . .

" الله يصبرني . .الله عطاني اياهم وخدهم " . . .كانت تلك كلمات أم ثكلي، فقدت طفليها في عمر الزهور في السابعة والثالثة من عمرهم ، كنت أتابع قناة الجزيرة الاخبارية بشكل جنوني في الفترة السابقة، قهرت قسراً أن أسافر مع عائلتي إلي "مرسي مطروح"، لم أشعر لحظة بالسعادة في تلك الأيام، كنت قابعة بشكل مستمر في غرفتي بالفندق أتابع الأخبار وقد أصابتني كأبة لا أجد منها مفر، احساس مرعب بالعجز أمام هذا الشعب المقاوم وصموده، واحساس بالخزي والعار أنك محسوب علي هذا الرئيس الحقير الذي لا يخجل من أن يجاهر بعمالته ويتهم - هذا الفسل - المقاومة اللبنانية الباسلة بالمغامرة، كم كنت أشعر بالغيظ من "سيفونية التعريس"- أسفة بس مافيش كلمة تانية - التي بدأ عزفها الحقير مبارك وشركاه ، رجالة أمريكا في المنطقة، وفكرت لحظة في شعور أي مواطن لبناني تجاه هذه الحقارة،أتمني أن يعرف العالم أنه لا يمثلنا، وأن مبارك ونظامه لا يمثلون سوي أنفسهم ، كم من الجرائم تترتكب باسمك يا بلادي الحبيبة، أشعر أننا أمام مسئولية تاريخية ، يجب أن نثبت لأنفسنا وللعالم أن ما يقوله هذا الحقير يخصه فقط . . .
و تنهال علي التقارير الاخبارية والصور والأخبار العاجلة لتنهش في أعصابي . . .
مئات الآف تحت القصف . . .مئات الآف من النازحين في المدارس والحدائق العامة . . . .قصف الجسور والطرقات "مما قطع العلاقة بين المناطق اللبنانية ، الأمور تتدهور بشكل مريع علي الصعيد الانساني . .نقص شديد في المواد الغذائية . . .إجلاء الرعايا الأجانب من الأراضي اللبنانية . . .استدعاء اسرائيل لأكثر من 5000 من الجنود الاحتياط مما يعني اجتياح لبنان برياً . . .أشرف يحدثني عن الرسائل التي يبعثها له أصدقاؤه اللبنانيين والتي تحكي كم الفزع والرعب الانساني الذي يعيشه هذا الشعب والتي لا تستطيع أن تنقله لنا مئات التقارير الاخبارية ، "كميل داغر" رفيقنا اللبناني يتحدث بالهاتف ويتساءل أن المناضلين المصريين مما يحدث في لبنان" . .
و تفاجئنا الجزيزة بحوار أجرته مع "حسن نصر الله" بعد ساعات من اعلان اسرائيل احتمال اصابته في القصف ، لا استطيع تحديد مشاعري تجاه هذا الرجل، الذي اصبح اتفقنا أو اختلفنا معه رمز للمقاومة في هذا الزمن الردئ الذي يضع روساء بلادنا أيديهم في أيادي السفاحين الصهاينة، تارة أشعر بالامتنان له وتارة أشعر بالحزن لما ترتب علي عمليات حزب الله من قتل للمدنين الأبرياء وتشريد ما يقرب من 750 ألف لبناني، ولكني لا أملك الآن سوي التعاطف والتضامن معهم، والاحساس بالعجز أمام مقاومتهم الشريفة .
كل هذا يأتي في سياق من عجزي الشخصي عن التواجد في الأشكال التضامنية التي تقام للتضامن مع المقاومة، فلازلت أنا الأخري تحت الحصار الأسري، أذهب الي عملي كل يوم من التاسعة حتي الخامسة ،ويجب أن أكون بمنزلنا مع تمام السادسة،احساس بالشلل اللي تجاه الحياة. . .
لا أملك اذن سوي أن أبعث "لبيــروت من قلبـــي ســـلام"
Simsima

No comments: