Thursday, March 24, 2011

حملة إلكترونية على الإنترنت ومش مظاهرة في الشارع - محتاجين مليون مصري يؤكدوا موافقتهم



عايزين نجمع مليون مصري على الفيسبوك بيطالبوا بمحاكمة صفوت وفتحي وزكريا. دي مش دعوة لمظاهرة في الشارع دي دعوة لحملة إلكترونية على الإنترنت للتعريف بجرائمهم اللي ارتكبوها في حق الشعب المصري.

جرائم سياسية كتيرة تسبب فيها الثلاثي صفوت الشريف وفتحي سرور وزكريا عزمي. هما من أقرب مستشاري الرئيس السابق وكان زكريا عزمي هو أكثر الناس ارتباطا بالرئيس.

يا ترى مين المسؤول عن التالي:
- تزوير الانتخابات والتخطيط له
- الحملات الإعلامية لتشويه صورة أي شخص بيعارض وتقديم صورة غير حقيقية عن الوضع في مصر
- محاربة دعاة الإصلاح أيا كان موقعهم حتى لو كان جوه الحزب الوطني
- دعم انتهاك حقوق الإنسان اللي كانت بتقوم بيه أمن الدولة
- تضخم الثروة الخاصة بعدد كبير من قيادات الحزب الوطني ورجال الأعمال
- ارتفاع معدلات الفقر في مصر وغياب الوعي وانتشار الأمية

الجروب ع الفيس بوك

دي لينك ال صفحة اللي ممكن توقع فيها الكترونيا:

عشان معلومات أكتر عن الحملة "مدونة جبهة التهييس الشعبي"...نوارة نجم

Monday, March 14, 2011

شهادة علي صبحي اللي هوا أكيد مش بلطجي


علي صبحي من أجدع الولاد اللي ممكن تقابلها في حياتك. ابن بلد و روحه حلوة
اتقبض عليه مع مجموعةكبيرة جدا من ميدان التحرير يوم 9 مارس 2011. وقتها الجيش قرر يفض اعتصام ميدان التحرير بالقوة و بمساعدة البلطجية. اشهادات الناس اللي احتجزت بضع ساعات يوميها و اتسابت مرعبة. تعرضوا لتعذيب و ضرب و سب, حاجة توجع القلب انك تسمعهم بيحكوا عنها.

الأصل انهم شباب بتحب البلد, و الثورة اديتهم أمل انهم يقدروا فعلا يصلحوها. و دلوقتي حتى الجيش , اللي الناس استقبلته بالأحضان, بيحاول يكسر ده جواهم.

علي اتقبض عليه, و عرضوه على التليفزين المصري على أنه بلطجي بيهدد أمن المواطنين, و ان جيش مصر الباسل هينقذنا من شر علي البلطجي.

علي اخد براءة و اتساب يوم 12 مارس بالليل, بعد اما اتعمله حملة كبيرة على الشبكات الاجتماعية و الصحافة.

يا ريت تقروا شهادة علي عن تجربته في الأيام دي.
و افتكروا ان فيه مئات الشباب اللي زي علي اللي مالقوش طريقة يوصولوا بيها صوتهم للناس. واجبنا احنا اننا نحميهم و نحفظ حقوقهم


http://www.youtube.com/watch?v=zx2v3Wkf1Z0&tracker=False


انا هابتدى من اول الساعه 5 المغرب لما قمت من على قهوة الحميديه اللى فى باب اللوق يوم الأربع 9|3|2011 أنا وصديقتى (لبنى عصام )بعد أجتماع مع ناس صحابنا وبالصدفه كان فى كلام عن السجون اللى مصر واللى بيحصل فيها(وشوف بقى حكمة ربنا يا مؤمن لما يحب يأكد لحد حاجه) المهم اتحركنا انا ولبنى رايحين على دار مريت للنشر فى شارع (قصر النيل)أول ماقمنا قررنا أننا نبص على الميدان عشان بقالنا أربع تيام مارحناش عشان كل واحد ملهى فى أكل عيشه ...مشينا فى شارع التحرير لغاية ماصلنا الميدان ولقيناه زى ماسيبناه من أربع تيام زايد عليه أثار شوية البلطجيه اللى عدوا عليهم يوم التلات بالليل وحاولوا يضربوهم وضربوهم فعلاً بس العيال كانوا أرجل من البلطجيه وده الطبيعى...المهم ان اجمل تغيير شفته فى الميدان هو علم مصر العظيم اللى كان عالى قوى ومرفرف جداً وشكله خلانى عايز أقعد تانى وكانت بصراحه أكتر حاجه عجبانى بغض النظر عن الأعتصام يمكن كان عاجبنى أكتر من الأعتصام...المهم قعدنا نمدح شويه فى العلم ولفينا الصنيه وشفنا ناس صحبنا كتير بس هما ماشفوناش عشان أحنا كنا ماشين ماشيت سواح ولا نبالى بأى حاجه غير أن أحنا نوصل لمريت عن طريق التحرير....الحمد لله العيال تمام و(عايده )حلوه اهى وشايفها بتتكلم فى التليفون و(ميسره) بيتخانق مع الواد اللى واخد منه الطبله ...أشطه جداً مشينا فى طريقنا على طول لغاية ماوصلنا عند شارع قصر النيل قدام المتحف الصرى بتاعنا اللى الجيش محتله ومخصصه لتعذيب المصريين وكان فى ناس كتير متجمعه فى المنطقه دى وكنا متخيلين انها مظاهرت وتمام والحياه حلوه.... دخلنا شارع قصر النيل وقبل مانوصل مرييت سمعنا صوت عالى ورانا بصينا لقينا الجيش والشعب(اللى طلعوا بلطجيه من الشعب)بيجروا ناحية الميدان رجعنا نبص لقينا قلق جداً وبيرجعوا بخيام وحاجت ...وفى هرج ومرج وناس بتجرى وعيال بتقول الجيش والشعب أيد واحده والبلطجيه معاهم شوم وبيجيبوا الناس اللى فى الميدان....لبنى خافت جداً ودى كانت أول مره تخاف بالشكل الغريب ده مع انها شافت حاجات اكتر وهو ده قلب الأم...كانت حاسه ان فى حاجه وحشه جداً هاتحصل ..المهم خدتها وطلعتها مرييت وأقنعتها انى نازل واهبقى فى أمان وهاكلمها على التليفون طول الوقت وماتقلقش.....نزلت تانى على الميدان ووصلت عن المتحف لقيت العجب.....العساكر بيلموا أى حد بيصور... واى حد شكله محترم.... وأحد مابيقولش لموهم ولاد الوسخه دول اللى خربوا البلد.... الشعب يريد أخلاء الميدان.... لقيت نفسى تلقائياً بقول لموهم ولاد ميتين الكلب دول مش عارفين نروح شغلنا

المهم بعد مابقيت واحد منهم وخدت الأمان ومالمونيش لقيتهم واخدين (رامى عصام )رايحين بيه ناحية المتحف
على:ايه يارامى فى ايه؟
رامى:(مزهولاً ومرعوباً)مش عارف!!!!!هو فى ايه؟
على: ماتقلقش هانتصرف
ورحت مكلم كالابابا وقايله
على :الحق ياكالابالا قبضوا على رامى
كالابالا:(بتوتر وسرعه)رامى مين؟
على:رامى عصام يا كلابالا
كالابالا:طب ماتقلقش هانخرجه بس تعالى انت بدل مايقبضوا عليك انت كمان
على :لأ اشطه ماتقلاقش أنا بقبض عليهم مع الجيش
المهم شويه وحاولت ادخل الميدان بس فعلاً كان هايتقبض عليا وقررت أرجع بعد ماعرفت ان معظم الناس اللى أعرفها هربوا من الميدان
رجعت تانى مكانى وانا راجع لقيتهم بيقبضوا على (اسماعيل جمال)الله يمسيه بالخير ونفس الحوار طبق الأصل بتاع رامى عصام زى مايكونوا متفقين قلتله ماتقلقش هانخرجك وكلمت (تارى جمال)أخته وقلتلها ... شويه صغيرين لاقتيهم قابضين على (يوسف ومش عارف أسم باباه )كلمت(نفين التونى )عشان أعرف أسم باباه وقالتلى هاتبعتهولى ماسدج ومجاش لحد دلوقتى عشان تليفونى خده العسكرى وهو بيقبض عليا
كلمت (سلمى سعيد )عشان أتطمن عليها هى وعايد وقلتلها على أسماء الناس اللى شفتهم وقالتلى ماتقلقش هانتصرف
ملحوظه:كل الناس كانت بتقول ماتقلقش هانتصرف عشان هما واثقين انهم هايتصرفوا بس انا كنت بقول متقلقش عشان مش فاهم الرعب اللى على وشوش الناس دى كان ليه بس بعد ماخرجت من السجن عرفت
المهم ودى الحاجه اللى ممكن تكون كشفتنى انى تبع (الثوره )مش البلطجيه أنى شفت عسكرى شايل الطبله بتاعتى البرتقانى اللى بحبها اللى كان (ميسره)بيتخانق مع الواد عليها وماشى ناحية المتحف لقيتنى بجرى عليها وبقول لسلمى فى التليفون ده خدوا الطبله بتاعتى يا سلمى مليش دعوه خليهم يطلعوا الطبله كمان...قالتلى برضه ماتقلقش هانطلع الطبله كمان وكانت حقيقى واثقه من نفسها...المهم شويه صغيرين جداً وقابلت واحد كان معتصم معانا وسألنى على الناس وطمنته وقلتله ماتقلقش وكل الناس بخير وهو كان مصر أعرفه هما فين!!!!!لحظتين وجه عسكرى وقفشنى وكان هو هو نفس الواد اللى قفش الطبله بتاعتى.....وتقريباً الطبله أعترفت عليا....المهم فى ايه يا عم أمشى معايا طب فيه ايه؟فين التليفون اللى معاك قلتله اهه وماسكه فى ايدى راح واخده حاطه فى جيبه وبيزقنى على المتحف وماسك الواد اللى كان واقف معايا فى ايده!!!مشيت معاه بأحترامى عشان متضربش فى الشارع زى بقيت الناس (عشان انا راجل فنان وعيب لما أنضرب قدام الناس)وصلنا عند المتحف راح سايب الواد يمشى وراح مدخلنى انا؟؟؟؟؟؟؟؟
وهى دى البدايه
معلش على المقدمه الطويله دى بس يمكن تكون مفيده
المهم اتشديت من الواد العسكرى جوه الكردون اللى الجيش عامله على مدخل المتحف اللى زمان كان عامل أخوه الشرطه بس الفرق أن الشعب) ماكنش بيتعاون مع (الشرطه )وده عيبه(
اول حاجه رُصيه حلوه من عيل عسكرى قصير معرفش يوصل لدماغى وانا بقوله فى ايه يابن عمى اهدى بس انا عملت ايه.....على فكره انا كل العساكر بقولها يابن عمى
أبن عمى:خربتوا البلد ياولاد الوسخه
على:ياعم ماتقلقش كله هايبقى تام وهانعرف نخرجك
والتانى بيضرنى على قفايا وانا شايف فى الخلفيه معركه غير متكافأه مابين ناس بيضربوا وناس بتتضرب بس فجأة ظابط شكله واخد فرق صاعقه بس جامد جداً طاير برجليه فى الهوا زى بروسلى وجاى عليا ...العيال العساكر مسكنى من ايدى ومصدرنى ليه تقريباً وصل عندى ورزعن فى صدرى بالبياده اللى الميرى بتاعة (الجيش المصرى)اللى هو بتاع الشعب اللى كان بيقول الجيش والشعب ايد واحده
لبست الضربه فى صدرى وبالظبط فى الحته اللى فيها العمليه القديمه اللى فى الرئه اللى عاملها من سنتين ولسه اثارها موجوده وبعانى منها
وقعت على الأرض وانا متأكد انى مش هاقف تانى سحلونى من شعرى(أيام ماكان عندى شعر)والظابط ده بيتنطط فوقيا وبيقع ويقوم ويتنطط على كل حته فيا وصلت قدام شويه راحوا مقومنى ورابطنى من شعرى فى عمود أفقى كده مش عارف جابوه منين وبيعمل ايه هنا وقعدوا يضربونى فى ركبتى وقصبت رجلى وانا اقع على الأرض وشعرى يشدنى لفوق
بعد عذاب شعرى اتفك من الربطه السوده وهنا دعيت على شعرى اللى كنت بحبه
عسكرى ماسك موس وبيقطع فى شعرى وظابط بيضرب فيا كونج فو وعسكرى بيضربنى بشومه على ضهرى وعسكرى بيكهربنى بأليكترك شوك!!!!!!!!!!!!!وهنا بس أتأكدت من مدى قوتى لأنى لسه مامتش
ابتديت أتشاهد لأنى فى اى لحظه هاخد ضربه على دماغى ويجيلى نزيف حاد فى الدوره الدمويه واموت وهى دى الجمله الوحيده اللى فضلت أقولها لغاية ماركبت العربيه اللى موديانا السين 28 اللى هى أتعمل فيها اللوكيشن العظيم اللى أتصورنا فيه وأحنا مربوطين وقدامنا الأسلحه البيضه والمولتوف والقنابل بتاعة الشاى
أبن عمى:أرقد ياد يابن التييييييييييييييييت
وربطنى من أيدى ورا ضهرى وغمى عنايا بحاجه كده هابله كنت شايف منها كل حاجه وسحلنى عشان يدخلنى مكان خلانى أتأكد انى هاموت هنا
عباره عن اكوام لحم مترميه على الأرض وعسكر جيش مصر فوقيهم بكل انواع الضرب والتعذيب ....كهربا ......خرزانات....شوم .كابلات كهربائيه....البيادات بتاعتهم....هما شخصياً
وأترميت وسطهم وبقيت زيهم وكل شويه حد يترمى عليا ف الضرب يقل عليا بس هما أذكى طبعاً
شويه جاتلهم فكره حلوه اوى عشان أحنا مش راضيين نموت فقالوا يموتوا الحاجه اللى لو ماتت فينا ممكن نموت
العساكر كلهم:(بلهجه عسكريه) أرفع راسك فوق ياله انت مصرى!!!!!!!
أحنا الشعب كلنا:ايه ده خفوا وفهموا أحمدك يارب
وأحنا بنرفع راسنا فوق عشان أحنا مصريين ....ضربونا بالبيادات فى راسنا
صدمة العمر
الموضوع ده حصل لكل الناس وده اكدلى انه حصل بشكل جماعى وانى فعلاً سمعت صح لما لقيتهم بيقولوه مع بعض كلهم(ارفع راسك فوق ياله انت مصرى طخ فى وشك)تحيا مصر
هنا قررت أعيش وأبتدى أقول يارب نجينا من القوم الكافرين عشان لازم أحكى الحته دى بس الباقى مش مهم بالنسبه لى
بعد شويه من الكلام ده جه واحد شكله ظابط كبير أنا طبعاً مشفتوش بس صوته يدل على كده انا بوزى كان فى الأرض طول الوقت وقال بنبره شامخه وصادمه للعساكر
الظابط الكبير:بطل ضرب وقف الضرب
فى لحظه كان الضرب وقف وعشان كده عرفنا انه حد مهم ....عدى علينا عسكرى ابن حلال وشربنا ميه وهو شكله كان متأثر جداً من مناظرنا
المهم شربونا وبعدين قعدونا على مؤخرتنا(مع حفظ الألقاب)وقعدوا يصورونا كلوزات لوشوشنا وكانوا بيعدوا على واحد واحد... تلات كاميرات هاند وكاميره بى تو وظابط كبير ورا الكاميره البى تو بيقول للعسكرى المصور يعمل ايه(مخرج مدير تصوير)...صورونا ووثقوا حالتنا وكله تمام التمام وراحوا مجمعينا وفتشونا وخدوا كل الحاجات اللى فى جيوبنا معادا البطايق كله ده طبعاً والضرب والأهانه برضه لسه شغاله ومفيش أى أحترام للراجل الكبير اللى كان هنا من شويه وقال بطل ضرب....وقفونا صفوف زى فى الجيش وواحد واحد اتفتش وطلع على الأتوبيس الأتوبيسات بتتحمل وبتركن على جنب جمعوا الأتوبيسات كلهم ورا بعض وأحنا بنحمد ربنا أننا لسه عايشين واننا مش بنتضرب خلاص بس مرعوبين من المصير المجهول
فجاء سمعنا صوت مش غريب علينا .....صوت بناتى جذاب ...جماعى...متناغم ....كلنا صبيان وبنات بنحبه
(أرفع راسك فوق أنت مصرى(
الله
الله
البنات قررت تغيظ الظباط ويقوللهم النشيد بتاعنا
العيال كلها أتكسفت من نفسها وبصوا فى الأرض لما لقوا البنات أرجل منهم
بس هما ماكنوش فاهمين ان البنات ماتضربتش عشان كده مش فارقه معاهم...وبعدين احنا لو عملنا كده هنتشنير
المهم اتحركنا على السين 28 اللى هى النيابه العسكريه اللى أتعمل فيها اللوكيشن بتاع محضر الضبط اللى اتزاع فى التلفزيون المصرى
ظابط مهندس ديكور بيظبط اللوكيشن وتحتيه اتنين عساكر مساعدين
ظابط مدير تصوير ومعاه تلاته اربعه اضاءه وواحده كاميرا مان برضه عساكر
ظابط كبير جداً وشكله محترم وده المخرج وعايز كل حاجه تخلص بسرعه وعمال يستعجلهم وده بقى المخرج
المهم جابوا العيال اللى شكلها غلط اللى انا منهم عشان سنانى مخلوعه وشعرى منكوش وحطوهم فى الوش وباقيت العيال اللى هما خلوا شكلهم شوارع جنبى من الناحيتين ورصونا صفوف زى ماشفتوا
الأضاءه جاهزه يافندم تمام
المخرج :هاتولى الحرز بتاعهم
العساكر جابت السكاكين والمولوتوف وقنابل الشاى ورصوهم على الترابيظه وبدأمهندس الديكور بنفسه يحط لمساته عليهم .....يعنى يجيب دى جنب دى الأنبوبه دى جنب السكينه دى لمسة مهندس مخضرم برضه فى السيما
وده للحق برضه
المهم كله تمام يافندم مدير التصوير ادى الأوردر للكاميرا مان والراجل ماكدبش خبر وبدأ يصور وكلوزات بقى ومديمات ووايدات وكل اللى قلب أى مخرج فى الدنيا يحبه
الواد اللى قاعد جنبى راح مطلع تذكرتين المترو اللى كان راكبه وراح عامل بيهم علامة النصر وحاططهم قدام وشه الظابط قاله والله شاطره
هو ده يافندم اللى عور الظابط
الظابط التانى قاله تمام سيبهولى
شيل ياض التذاكر دى وغريبه جداً انه ماخدهمش منه مع انهم دليل على برأته بس للأسف خلونى أجيبهولهم الصبح قبل مانمشى وخدوا منه التذاكر وده غالباً لبس الظابط اللى أتعور وربنا يستر عليه مايخدش أعدام
المهم اتصورنا واتظبطنا وطلعت فى التلفزيون ياولاد وكده وركبونا العربيات تانى وسابونا لحد الصبح الساعه سبعه
الفجر كده جه ظابط حليوه وقالى تعالى
فكرتنى هاطلع وابتديت افرح بس رجعت شويه لما لقيته ماندهش على اسمى طب عرفنى منين
المهم تعالى طلعلى الواد اللى كان قاعد جنبك اللى معاه تذكرتين المترو
وساعتها ماقدرتش اقول لأ لأنى كنت هابقى أنا أللى عورت الظابط وبرضه هاخد أعدام
المهم الساعه سبعه تقريباً نزلوا مجموعه مننا وركبنا عربية الترحيلات ومش عارفين رايحين فين
من أول ماركبنا العربيه دى وفى واحد أسمه هشام عباس عمال يقول يا أخوانا أحنا بتوع الأتوبيس
و(عيد)عمال يضرب (صعيدى)بتاع الكوفيات اللى عليها أعلام مصر عشان هو اللى جابه هنا
وانا و(محمد طارق)بنشبه على بعض
وناس تانيه مش عارفه احنا رايحين فين ومش مهتمه تعرف عشان هما أصلاً كانوا ميتين من الضرب ومش مهم هانورح فين لأنه مش هايبقى أصعب م اللى فات
وكانت المفاجأه لما لقينا نفسنا على طريق مصر السوس
أحنا كده فى خطر
بعد كتير طبعاً نمنا وقومنا وعملنا حاجات كتير ولسه مبنوصلش مكان
المهم وصلنا السجن العمومى للقوات المسلحه بمنطقة الهايكستب
أول حاجه شفناها صوره كبييييييييييييييييييييييره للمعلم بتاعهم خسنى مبارك
وعلى باب السجن مكتوب رخامه كده من اللى هى قام سيادة القائد الأعلى للقوات المسلحه محمد حسنى مبارك
يالهوى
هو أحنا وصلنا شرم الشيخ
محدش فاهم حاجه
نزلنا من العربيه جوه السجن مع أسقبال محترم جداً أكاد أجزم أنه محصلش مع الأسرى الأسرائلين الأشقاء فى حرب 73
طريحه محترمه جداً خدناها ....بس المره دى وأحنا عريانين ولامؤاخذه يعنى باللباس بس
وطبعاً حاجات كتيره من اللى يحبها قلب البنى ادم اللى بيعذب من أول أنه يدوس على دماغك لغاية أنه يحطلك العصايه وصولاً لأنه يكهربك فى المصلحه
والعبد لله وبلا فخر أتوصوا بيه أوى فى الموضوع ده وكان حديث السجن فى الفتره دى كلها وكان مزار شعبى للعساكر عشان عايزين يشو فوا الممثل
العساكر:ايه شعرك ده ياله
انا:معلش يافندم
العساكر :بتشتغل ايه ياله؟
انا:ممثل
العساكر:ياختى ياحلوه ممثل بتمثلى فين يابيضه
وضربه بقى زغده يحط العصايه
صباح الفل
انا كده عرفت أنهم ممكن يغتصبونى هنا
عساكر وبقالهم 45يوم ماقلعوش البيادات وهى دى المشكله الوحيده اللى كانت مخلياهم يضربونا...انهم مقلعوش البياده(الجزمه)بقالهم 45يوم ياسبحان الله
المهم جزولى شعرى طبعاً زى الخرفان
وبعدين دخلنا على الدكاتره اللى سألونا حد عامل عمليات قبل كده
انا:أيوه يافندم انا عامل عمليه فى الرئه وحاسس بأعرضها دلوقتى وبتنفس بالعافيه
الدكاتره : ماشى ماشى
ودونوا ده عندهم وبصوا علينا وبعدين دخلنالهم العياده بتاعتهم ووثقوا حالتنا بالظبط
(كدمات وجروح سطحيه)أمضى ياله حاضر يا فندم
ده الدكتور برضه
مجتمع متكامل
خرجنا طابور كبير وكل العساكر اللى بتقابلنا بتحتفل بينا
دخلونا على مكان واسع أسمه سجن 3زائرين
وحبسونا فى زنانزين هما أربعتاشر زنزانه
كل شويه نشوف مجموعه تيجى وشكلهم اتعمل عليهم نفس النمره
طبعاً معظمنا نام من العلقه اللى واخدينا والأرهاق والتعب
صحينا وهما بيجمعونا كلنا وده كان أول تجمع لينا كلنا مع بعض عددنا كبير جداً وناس كتير عارفه بعض وناس أكتر مش عارفه بعض
خدونا على مكان بره الحته دى بس فى السجن برضه أسمه مبنى القياده
المبنى ده مكتوب عليه أسم محمد زفت مبارك مرتين
وعليه صورتين بس
واحده ليه
وواحد للمشير طنطاوى
تمام جداً هرشنا اللعبه
كل مجموعه عشر عيال زى الورد
عليهم ظابط حليوه بيقولوا عليه وكيل نيابه بيحقق معاهم
كلهم بيهزروا وبيضحكوا وبيضربوا بعض عادى كده بهزار ويضربونا أحنا بجد
والله العظيم كان بالنسبه لهم جو رحله
محدش منهم متكدر انه جاى المشوار ده كله ولا أى حاجه ولا أنه حتى زيه زى العساكر دى بقاله 45يوم بيشتغل ويحبس فى ناس عادى
رحله
المهم دخلت انا وأتنين تانين معرفهمش عشان يتحقق معانا....دخلناله وواحد واحد
وانا قاعد مستنى دورى كان فى وكيل نيابه بيحقق مع واحده أسمها مريم وهو بيتكلم فى التليفون مع واحد وبيقوله ياعم تعالى قضى معانا الساعتين دول
أقسم بالله ده حصل قدام عينى وودنى وجسدى كله اللى كان مرمى على الأرض وبيسترق كل شويه النظر عشان يشوف مين وكيل النيابه العسل ده ...ومين البت مريم الهابله دى اللى مخليه واحد كده يحقق معاها
المهم جه دورى ودخلت لوكيل النيابه
وده كمان نمره تانيه
فاتح الجاكت بتاعه وشاب كول جداً وشكله محترم وعامل محضر محترم
المحضر فيه كل الحاجات اللى كانت على الترابيزه دى اللى شوفتوها فى التلفزيون كانت معايا وغير كده كسر حظر تجول
يعنى أنا لو منه هاطخنى بالنار وأنا واقف مكانى ومش هاحتاج تحقيق
بعد ماخلص المحضر قالى أيه اللى حصل معاك يا حبيبى
قلتله الحقيقه كلها دون زياده أو نقصان
انى كنت واقف بتفرج على الجيش وهو بيقبض على البلطجيه وبعدين مسكونى معاهم وأنا جاى هنا غلط
قالى كلهم قالوا كده وقال للكاتب كتبت يابنى قاله أه قالى طيب أمضى
مضيت وانا قافل بقى وبعدين قلتله طب يافندم انا أيه اللى هايحصل معايا
بص لى وهو مبتسم أبتسامه والله ماهنساها طول عمرىوهو بيقولى
وكيل النيابه:ههههههه ولا حاجه هاتتعرض على المحكمه ههههههه وهاتلبس من خمس لسبع سنين ههههههههههه
انا:قعدت أضحك
نزلت من عند وكيل النيابه وأنا منهار وبعيط بعد ماقعدت بره شويه تانين مستنى الواد التالت وهو بيتحقق معايا وسمعت بنت عندها تقريبا 20 سنه عماله تتحايل على وكيل النيابه أنه ماتبصمش على المحضر وكانت بتبوس جزمته
أول لحظه أعيط فيها
نزلنا قعدنا ساعتين فى البرد على ما النيابه خلصت بعدين دخلونا عشره عشره على المحكمه
الكوميديه السوداء
بنتحاكم فى الميز بتاع الظباط
واللى ميعرفش الميز فاهو المطبخ
والعيال الطباخين شغالين والمحكمه شغاله وكله بيلعب يامعلم وفى القفص صاحى و ملعلط
وكل شويه القاضى يقول للعسكرى سكت العيال دى يروح العسكرى للعساكر اللى فى المطبخ يقولهم لو سمحتوا وطوا سوتكوا عشان مش عارفين نشتغل
العساكر يقولوا يعنى أحنا اللى بنلعب ماحنا بنشتغل
العسكرى يقولهم وانا مالى ماهو اللى قالى
والله العظيم فصلونى من المحكمه والكلام المهم اللى كان بيقوله القاضى والمحاميين الكومبارسات اللى شفتهم كتير فى أفلام لناس كتير محترمه
وهكذا
وهكذا
وهكذا
تمثيل على تمثيل
وكانوا بيفشخونى عشان ممثل
المهم نسيت أقول أنهم قبل ماندخل النيابه كلنا لأول مره مش عارف الساعه كانت كام بس كلنا رز نى وخضار سوتيه طعمه حلو اوى وحلو بجد مش هزار وكانت أكتر حاجه حبتها بعد الواد صعيدى وعيد اللى طول الأربع تيام لغاية مامشيت بيضربوا فى بعض
المهم برضه رحنا على الزنازين ونمنا نوم عميق وحلمنا احلام جميله مافيهاش تعذيب ولا كهربه عشان كنا شبه مساطيل من الرز والخضار السوتيه الجميل جداً
وده اليوم الوحيد اللى كلنا فيه رز
وده اليوم الحيد اللى عرفت أنام فيه من صدرى وضهرى ولامؤاخذه المؤخره وركبى وصباعى السبابه اللى وارم وضرب الولا اللى كان نايم جنبى(أحمد عسليه)المهم
خرجت بالسلامه أنا ومجموعه بعض ضغط الناس اللى بره علشانا ولولا كده كنا كلنا هانلبس أحكام ميرى
وأدينى أهوه بعد ده كله بقول على كل حاجه وانا مش متأثر نفسياً

وأدينى أهه بقولهم لأنهم هايشوفوا الكلام ده عاجلاً أم أجلاً
أنا عمرى ماكنت قوى زى دلوقتى وعرفت أنى مش هاخلّص غير لما أموت
والطريقه الوحيده اللى تخلصوا بيها مننا هى
أنكوا تخلصوا على شعب مصر
يحيا كفاح شعب مصر

على صبحى
فنان
الأتنين 14 مارس 2011

Sunday, March 13, 2011

أريد الطلاق


أريد الطلاق

قصة رائعة أثرت بي لذلك نقلتها




عدت للمنزل وكانت زوجتي بانتظاري ، وقد أعدّت طعام العشاء ،


أمسكت يدها وأخبرتها بأنه لدي شي أخبرها به ،


جلست بهدوء تنظر إلي بعينيها، أكاد ألمح الألم فيهما ،

شعرت أن الكلمات جمدت بلساني، لكن يجب أن أخبرها ...










'' أريد الطلاق ''..


خرجت هاتان الكلمتان من فمي بهدوء، لم تبد زوجتي متضايقة


مما سمعته مني لكنها بادرتني بهدوء وسألتني : ''لماذا '' ؟!








نظرت إليها طويلاً وتجاهلت سؤالها مما دفعها للغضب


بأن ألقت ملعقة الطعام وصرخت بوجهي : '' أنت لست برجل ''...






في هذه الليلة لم نتبادل الحديث ، كانت تنحب بالبكاء ،


أعلم أنها تريد فهم ماذا حدث لزواجنا لكني بالكاد كنت أستطيع


إعطائها سبباً حقيقياً يرضيها في هذه اللحظة ،

أحسست بأن زوجتي لم تعد تملك قلبي ...

فقلبي تملكه امرأة أخرى الآن إنهّآ جيين ...










أحسست بأنني لم أعد أحب زوجتي ، فقد كنا كالأغراب ،


إحساسي بها لم يكن يتعدّى الشفقة عليها ...






في اليوم التالي وبإحساس عميق بالذنب يتملكني،


قدمت لزوجتي أوراق الطلاق لكي توقع عليها،


وفيها أقر بأني سوف أعطيها المنزل والسيارة و30٪ من أسهم الشركة

التي أملكها.










ألقت لمحة على الأوراق ثم قامت بتمزيقها ،


فالمرأة التي قضت 10 سنوات من عمرها معي


أصبحت الآن غريبة عني ، أحسست بالأسف عليها ،

ومحاولتها لهدر وقتها وجهدها، فما تفعله لن يغير من حقيقة اعترافي

لها بحبي العميق لــ ''جيين''، وأخيراً انفجرت زوجتي أمامي ببكاء شديد ،
الأمر الذي كنت قد توقعت منها أن تفعله...










بالنسبة لي بكاؤها كان مصدر راحة فهو يدل على أن فكرة الطلاق


التي كانت تراودني أسابيع طويلة قد بدأت تصبح حقيقة ملموسة أمامي ...






في اليوم التالي عدت إلى المنزل في وقت متأخر من الليل


لأجدها منكبّةً تكتب شيئاً ، لم أتناول ليلتها العشاء


وذهبت على الفور للنوم ، وسرعان ما استغرقت بالنوم ،

فقد كنت أشعر بالتعب جراء قضائي يوماً حافلاً بصحبة ''جيين''،

فتحت عيني في منتصف الليل لأجدها مازالت تكتب ...
في حقيقة الأمر لم أكترث لها كثيراً وأكملت نومي مرة أخرى.










في الصباح جاءت وقدمت لي شروطها لقبول الطلاق ،


لم تكن تريد أي شيء مني سوى مهلة شهر فقط ...


لقد طلبت مني أنه في هذا الشهر يجب علينا أن نفعل ما في وسعنا

حتى نعيش حياة طبيعية بقدر الإمكان كأي زوجين ،

سبب طلبها هذا كان بسيطاً بأن
ولدنا سيخضع لاختبارات في المدرسة ،
وهي لا تريد أن يؤثر خبر الطلاق على أدائه بالمدرسة ...










لاقى طلبها قبولاً لدي ، لكنها أخبرتني بأنها تريدني


أن أقوم بشيء آخر لها ، طلبت مني أن أتذكر كيف


حملتها بين ذراعي

في صباح أول يوم زواجنا ، ثم طلبت مني أن أحملها لمدة شهر

كل صباح من غرفة نومنا إلى باب المنزل !!!










اعتقدت لوهلة أنها قد فقدت عقلها !!!


لكن حتى أجعل آخر أيام لنا معاً تمر بسلاسة ،


قبلت أن أنفذ طلبها الغريب ...








لقد أخبرت ''جيين'' يومها عن طلب زوجتي الغريب


فضحكت وقالت باستهزاء : بأن ما تطلبه زوجتي شيء سخيف ،


ومهما حاولت هي أن تفعل بدهاء لن يغير حقيقة الطلاق فهو واقع لا محالة ...








لم نكن أنا وزوجتي على إتصال جسدي منذ أن أعربت لها


عن رغبتي بالطلاق ، فعندما حملتها بين ذراعيي في


أول يوم أحسست

أنا معها بالارتباك ، تفاجأ ولدنا بالمشهد فأصبح يصفق

ويمشي خلفنا صارخاً فرحاً:
''أبي يحمل أمي بين ذراعيه''، كلماته أشعرتني بشيء من الألم ،
حملتها من غرفة النوم إلي باب المنزل
مروراً بغرفة المعيشة ، مشيت عشرة أمتار وهي بين ذراعي أحملها ،
أغمضت عينيها وقالت بصوت ناعم خافت :
لا تخبر ولدنا عن الطلاق الآن ، أومأت لها بالموافقة وإحساس
بالألم يتملكني ،
إحساس كرهته ، خرجت زوجتي ووقفت في موقف الباص تنتظر،
وأنا قدت سيارتي إلى المكتب.










في اليوم التالي تصرفنا أنا وهي بطبيعية أكثر،


وضعت رأسها على صدري ، استطعت أن اشتم عبقها ،


أدركت في هذه اللحظة أنني لم أمعن النظر جيداً

في هذه المرأة منذ زمن بعيد، أدركت أنها لم تعد فتاة شابّة ،

على وجهها رسم الزمن خطوطاً ضعيفة ، غزا بعض اللون الرمادي شعرها ،
وقد أخذ الزواج منها ما أخذ من شبابه ، لدقيقة تساءلت ماذا فعلت أنا بها ...










في اليوم الرابع عندما حملتها أحسست بإحساس الألفة والمودة


يتملكني اتجاهها إنها المرأة التي أعطتني 10 سنوات من عمرها ...






في اليوم الخامس والسادس شعرت بأن إحساسنا بالمودة والألفة


أصبح ينموآ مرة أخرى ، لم أخبر ''جيين'' عن ذلك ،


وأصبح حمل زوجتي صباح كل يوم يكون سهلاً أكثر وأكثر بمرور

مهلة الشهر التي طلبتها ، أرجعت ذلك بأن التمارين هي من

جعلتني قوياً فسهل حملها ...










في صباح أحد الأيام جلست زوجتي تختار ماذا ستلبس ،


لقد جربت عدداً لا بأس به من الفساتين لكنها لم تجد


ما يناسبها فتنهدت بحسرة قائلة:

''كل فساتيني أصبحت كبيرة علي ولا تناسبني''،

أدركت فجأة أنها أصبحت هزيلة مع مرور الوقت ،
وهذا هو سبب سهولة حملي لهآ ...










فجأة استوعبت أنها تحملت الكثير من الألم والمرارة في قلبها ،


لا شعورياً وضعت يدي على رأسها بحنان ، في هذه اللحظة


دخل ولدنا وقال : '' أبي حان الموعد لتحمل أمي خارج الغرفة '' ،

بالنسبة إليه رؤية والده يحمل أمه أصبح جزءاً أساسياً من حياته اليومية،

طلبت زوجتي من ولدي أن يقترب منها وحضنته بقوة ،
لقد أدرت وجهي عن هذا المنظر لخوفي بأنني سأغير رأيي في
هذه اللحظة الأخيرة ، ثم حملتها بين ذراعيي أخرجتها من غرفة النوم
إلى الباب الخارجي مروراً بغرفة المعيشة
وهي تطوق عنقي بيديها بنعومة وطبيعية ،
ضممت جسدها بقوة كان إحساسي بها
كإحساسي بها في أول يوم زواج لنا،
لكن وزنها الذي أصبح خفيفاً جعلني حزيناً...










في آخر يوم عندما حملتها بين ذراعيي
لم أستطع أن أخطوآ خطوة واحدة ،


ولدنا قد ذهب إلى المدرسة ، ضممتها بقوة وقلت لم أكن أتصور


أن حياتنا كانت تفتقر إلى المودة والألفة إلى هذه اللحظة ...








قدت السيارة وترجلت منها بخفة ولم أغلق الباب خلفي خوفاً


مني من أن أية تأخير قد يكون السبب في تغيير رأيي الذي عزمت عليه،


صعدت السلالم بسرعة، فتحت ''جيين'' الباب وهي تبتسم وبادرتها قائلاً :

''أنا آسف جيين لكني لم أعد أريد أن أطلق زوجتي''...

نظرت جيين إلي مندهشة ومدت يدها لتلمس جبهتي وسألتني :
هل أنت محموم رفعت يدها عن جبيني وقلت لها :
''أنا حقاً آسف جيين ...لكني لم أعد أريد طلاق زوجتي،
قد يكون الملل تسلل إلى زواجي لأنني وزوجتي لم نكن نقدر
الأشياء الصغيرة الحميمة التي كانت تجمعنا ،
وليس لأننا لم نعد نحب بعضنا ، الآن أدركت أنه بما أنني حملتها بين
ذراعيي في أول يوم زواج لنا لابد لي أن أستمر في
حملها حتى آخر يوم في عمرنا ''.










أدركت ''جيين'' صدق ما أقول وعلى قوة قراري،


عندها صفعت وجهي صفعة قوية ، وأجهشت بالبكاء وأغلقت الباب


في وجهي بقوة ، نزلت السلالم وقدت السيارة مبتعداً ،

توقفت عند محل بيع الزهور في الطريق ،

واخترت حزمة من الورد جميلة لزوجتي ،
سألتني بائعة الزهور ماذا تكتب في البطاقة ،
فابتسمت وكتبت :
''سوف استمرأحملك وأضمـّـك بين ذراعيي
كل صباح إلى أن يفرقنا الموت''.










في هذا اليوم وصلت إلى المنزل وحزمة ورد بين يدي


وابتسامة تعلوآ وجهي ركضت مسرعاًإلى زوجتي ،


لكن .. وجدتها وقد فارقت الحياة في فراشها ، لقد كانت زوجتي

تكافح مرض السرطان لأشهر طويلة دون أن تخبرني ،

وأنا كنت مشغولاً مع ''جيين'' ولم ألاحظ ذلك ،
لقد علمت زوجتي أنها ستموت قريباً ، وفضلت أن تجنبني أي ردة فعل سلبية
من قبل ولدنا لي ، وتأنيبه لي في حال مضينا في موضوع الطلاق ،
على الأقل هي رأت أن أظل أكون الزوج المحب في عيون ولدنا ،











لا المنزل الفخم ولا السيارة ولا الممتلكات أو المال في البنوك هي مهمة ،




المهمهو التفاصيل الصغيرة الحميمة في حياتكم ،


هي أهم شي في علاقاتكم ،


هذه الأشياء الصغيرة هي مصدر السعادة ،،،،

Saturday, March 12, 2011

في الانتظار، يُصيبُني هوس برصد الاحتمالات الكثيرة:

أجواء حزينة تلفني، قلقة علي كل من أعرفهم،الأنباء التي تأتيني من القاهرة محزنة..قبض علي الكثير من أصدقائي وتم تعذيبهم علي يد الجيش..رشا عزب..إسماعيل جمال..علي صبحي..راجي الكاشف..وهؤلاء علي جميعا علي اختلاف عمق علاقتنا يسببون جرح عميق في قلبي...توجعني أيضا التعليقات السابقة علي تدوينة تحمل شهادة رشا علي الأحداث...يوجعني قلبي أيضاً علي مصر فهي تمر بأزمة الآن علي خلفية الطائفية وهذه الأحداث.

عملي في سيوة الآن يمنعني من أن أكون قريبة بما يكفي من الأحداث..ولكنني لا أستطيع أن أمنع نفسي عن متابعتها بقرب.

الآن صوت أم كلثوم يأتيني هادئاً .. فنجان من القهوة .. رائحة البخور وبعض الشموع .. وحيدة بمنزلي الجديد..لا أملك سوي الإنتظار..انتظر الغد محملاً بأنباء جديدة

وإن مر يوم من غير رؤياك..ما ينحسبش من عمري

Friday, March 11, 2011

سلخانة الجيش فى التحرير.. المتحف المصرى سابقا :شهادة رشا عزب

الى كل رفاق الدرب الذين سلموه ميدان التحرير الى العسكر ورجال الحزب الوطنى وبلطجية امن الدولة وتركوه الاعتصام لتكوين احزابهم ويخططون فى المكاتب والمنازل لاستكمال الثورة من فوق السرير.. الى كل الرفاق الذين حلموا بمظاهرة قوامها 10 ألاف مصرى فخرج ما يزيد عن 20 مليون الى الشوارع وقرروا استكمال المعركة حتى لآخر نفس، فتركانهم وحدهم يواجهون وحشية العسكر وفلول النظام السابق.. لكم هذه الشهادة.
منذ فجر يوم الاربعاء استشعر المعتصمين فى ميدان التحرير نية المجلس الاعلى للقوات المسلحة فى تصفية الاعتصام عن طريق استخدام نفس العاب جهاز امن الدولة وهى استخدام البلطجية وزرعهم وسط المعتصمين لإثارة الفتن والاحاديث الجانبية عن موضوعات تافهة مثل تحريم مبيت السيدات فى الميدان وكذلك التشكيك فى اخلاق المعتصمين ونواياهم.. وفى هذا اليوم بدأت فلول البلطجية بالتحرك وحاولت اقتحام الميدان بثلاث مجموعات بكرات اللهب وزجاجات المولتوف، لكن المعتصمين افشلوا المخطط وعادوا ادارجهم من جديد نظرا لتأمين مداخل الميدان.
وفى صباح يوم الاربعاء، حاولت نفس المجموعات اقتحام الميدان اكثر من مرة للحد الذى وصل الى مواجهات عنيفة بالطوب، لكنهم فشلوا ايضا فى اقتحام قلب الميدان فأضطر الجيش الى فض الاشتباك عن طريق استخدام قنابل الدخان وعاد المعتصمين الى الكعكعة الحجرية من جديد.. حتى حانت لحظة الهجوم..
لم نتصور ان يقوم الجيش بالاقتحام ولم نكن على يقين انه متورط فى تسريب البلطجية الى ميدان التحرير ولكن الصورة التى شاهدناها أكدت انه بعد فشل البلطجية فى تصفية الاعتصام قرر الجيش ان يتدخل بنفسه ويقوم بالمجزرة بوجه مكشوف..
هجمت اعداد كبيرة من الجيش بالتزامن مع البلطجية وأكنها خطة معدة سلفا، جنودنا البواسل يقتحمون ويضربون بعنف كل من يواجهونه والبلطجية يوفرون لهم الغطاء المناسب بهدم الخيام وحين انتهوا من المهمة المقدسة، خرجوا الى الميدان وبحركة آلية مدروسة سلفا بدأ البلطجية بإلاشارة الى بعض المعتصمين الذين حفظت وجوهم جيدا وعليه بدأ الجيش فى اعتقال كل من يشير عليه البلطجية وكأنهم فريق واحد، فى هذا الوقت ملئ الميدان فرق البلطجية يهمون بالضرب على كل شخص يشتبه انه من المعتصمين، ولذلك قررت الخروج من الميدان سريعا بعد نصيحة عدد كبير من الاصدقاء وكان برفقتى صديقنا اسماعيل جمال عبدالفتاح وحين قررنا الخروج من الميدان الى شارع باب اللوق جرى ورائنا جموع البلطجية وقالوا لقوات الجيش : هما دول اللى كانوا بيحرضوا الناس على الاعتصام هنا.. وبزفة لا تقل عن زفة الحرامية فى الاسواق الشعبية قادونا الى مقر السلخانة والضرب ينهال على رؤسنا من كل جانب، وحين وصلنا الى مقر الجيش الموجود بجوار المتحف المصرى، كان رجال الجيش البواسل فى انتظارنا.. مجموعات عديدة تضرب جميع القادمين من ميدان التحرير، وحين دخلت استقبلنى قادة المنطقة وقالوا لى " انت جيتى، انت مطلعة دين ابونا بقالك اسبوعين، تعالى تعالى" وحينها مسكنى ضابط جيش وقيد يدى الاثنين من الخلف ثم ربطنى بحديد سور المتحف المصرى لفترة طويلة.. خلال هذه الفترة التى دامت اربعة ساعات كاملة تعرضت لابشع انواع الضغط النفسى.. اذ حضر الى هذه المنطقة كل ضباط الجيش الذين اشتبكوا معنا ليلة جمعة الاعتصام الاولى وجاءوا ليينقموا بشكل شخصى منى بسبب وقوفنا فى وجهوهم هذه الليلة.. فاحد الضباط قال لى : انا راجل خول عشان سبتك تعدى يوم الجمعة وهتشوفى اللى هيحصل دلوقت.. وآخر حضر الى وقال : البنات الشراميط اللى مطلوقين فى الشوارع علينا هيعدوا فى بيوتهم، وآخر قال انتوا صدقتوا نفسكم انكوا هتحكموا البلد.. لم اصدق ما اسمعه، فقلت لأحدهم : انتوا جيش ولا امن مركزى يا بتوع الجيش والشعب ايد واحدة.. رد عليا ساخرا وقال : احنا الامن المركزى الجديد!
ظل الوضع على هذا الحال حتى صرت مصدر التسلية الاساسى لضباط الجيش البواسل، حتى جاءنى ضابط من الشرطة العسكرية برتبة كبيرة، فقلت له : انا صحفية واحنا معلمناش الثورة عشان نطرد فرعون فيطلع لنا جيش الفراعنة فضحك ساخرا وقال لجنوده البواسل : ظبطتوه لى الصحفية دى.. واستمرت الممارسات العنيفة ضدى فى نفس الوقت الذى خرج جندى وقال لجموع البنات اللاتى قبضن عليهن وقال : الشراميط دول مش هيتربوا فنهرته وقلت له احترم نفسك، عايزه تشوفى الاحترام تعالى شوفى بنعمل ايه فى الشباب اللى جوه.. كنت قد سمعت اصواتا قادمة من باحة داخلية تبين انها السلخانة التى اجبروه الشباب فيها على خلع ملابسهم ثم تعرضوا لابشع انواع التعذيب من الالقاء على الارض وتغمية عيونهم والصعق بالكهرباء والضرب الكرابيج وكأنهم اسرى معركة حربية..
لم تكن الاهانة من نصيبى وحدى، بل طالت بعض الاطباء الذين حضروا الى الميدان لاسعاف المصابين ونالوا قسطا وافر ايضا حين قالت احداهن انا طبيبة فرد الضابط عليها : دكتورة جايه تعالجى الخولات والشراميط كتك ارف انتى واللى ادوكى شهادة الطب بتاعتك..
فتاة أخرى، قادمة من قنا وتتحدث الصعيدية نزلت الى الميدان فى هذا اليوم بالصدفة فتم اعتقالها دون ان تدرى ماذا فعلت وتعرضت لابشع انواع الإهانة.. وظلت تبكى لساعات طويلة.
فتاة جامعية أخرى كانت تعمل فى لجان النظام فى الميدان وتفتيش السيدات ظلت تهتف ضد الجيش حتى دخل الينا احد الضباط وصفعها على وجهها حتى سقطت على الارض ثم اخذها الى منطقة بعيدة ولم تظهر الإ فى النيابة العسكرية وهى بحالة يرثى لها..
على صبحى، ممثل موهوب فى فرقة حالة بمسرح روابط، خرج ليقف على باب المتحف ليرصد المعتقلين الذين يتم القبض عليهم وهو الذى ابلغ عن اعتقالى لبعض الاصدقاء، الإ انه قبض عليه واكتشف انه بين المعتقلين الذين لاقوا تعذيبا مكثفا..
كل هؤلاء وغيرهم 177 شاب و17 فتاة يواجهون احكاما عسكريا بعد ان اصدر الجيش حكمه عليهم بالبلطجة دون ان يتأكد حتى من هويتهم وكان من المتوقع ان اكون بينهم لولا حظى ان اكون صحفية فتم الافراج عنى مع مجموعة من الاعلاميين.
لابد أن نكشف عن سلخانة الجيش الموجودة خلف المتحف المصرى والتى يمارس فيها ابشع انواع التعذيب على طريقة امن الدولة بل واكثر..

Thursday, March 10, 2011

الشعب والشعب .. هيفضل إيد واحدة



ما هو ما ينفعش نسيب البلد دي تروح من إيدينا تاني بعد ما راح من اننا كل دول وناس هتعيش بعاهات مستديمة طول عمرها...احنا دفعنا دم في الثورة دي ومينفعش نسيب البلد تروح من إيدينا ...فوقوا من أوهام الطائفية ..أمن الدولة لسه صاحي وبيلعب...زي ما الداخلية فتحت السجون عشان الناس تحس بالذعر ويروحوا يبوسوا رجليهم عشان يرجعوا يدوسوا علينا تاني...أمن الدولة بتلعب بالكارت اللي بتعرف تلعب عليه كويس الفتنة الطائفية..مينفعش بعد ما بقينا متأكدين ان كنيسة القديسين وراها الداخلية وحادثة سمالوط وكل أحداث الطائفية دي مش حقيقية بدليل ان وقت الإعتصام في التحرير من 25 يناير لغاية 12 فبراير مفيش طوبة اتضربت علي كنيسة بالرغم من ان مكنش فيه حتي عسكري مرور في الشارع .

شوارعنا وبيوتنا وكناسينا وجوامعنا احنا اللي حميناها ..لجان شعبية في كل شارع وحارة فيكي يا مصر شباب زي الورد، سكان الشارع اللي عمرهم ما كلموا بعض بقوا بيتكلموا ويشربوا شاي بالليل ويولعوا نار يتدفوا سوا، صلاة الجمعة اللي كان بيحمي اللي بيصلوا مسيحين وقداس الاحد مسلمين ومسيحين كانوا فيه بيرددوا التراتيل.. أنا بعيني شفت ساعة الفجر راجل بدقن بيتوضي وبنت مسيحية هي اللي بتصب عليه الميه..مينا سمير صاحبي المسيحي الجدع بتاع العمرانية كان بيدخل حمام جامع عمر مكرم والشباب اللي واقفين علي باب الجامع لما كانوا بيشوفوا بطاقته بيتبسطوا جدا ان فيه ولد مسيحي داخل الجامع ومش حاسس بفرق..

مرة في قداس في التحرير سمعت جملة عبقرية من أسيس لما كان بيتكلم مع المعتصمين بدأو يهتفوا "إيد واحدة .. إيد واحدة" سكتهم وقالهم احنا مش علي راسنا بطحة احنا ايد واحدة غصبن عنهم ومن غير ما نهتف ايد واحدة.

عمر ما حد سألني علي اسمي ولا ديني ولا حتي انتمائي السياسي في ميدان التحرير ولا حتي في امبابة 25 ينايرولا ف مصر القديمة يوم 28 يناير ، مبحبش اسميها أخلاق الميدان دي بجد أخلاق المصريين الحقيقية.

راح فين كل دا .. رجعنا تاتي لنغمة مسلمين ومسيحين وأقلية مضطهدة والمادة 2 ...يا جماعة احنا عدينا مرحلة صعبة بس اللي جاي لو ما فوقناش هيبقي أصعب.

بيشغلونا هما بالحوادث الطائفية والخناقات دي ، وناسيين ان تعديل الدستور بعد أقل من اسبوع – 19 مارس – والدستور دا وثيقة خطيرة وهي اللي هتنظم حياتنا والتعديلات زي الزفت في رأيي واحنا كلامنا كان واضح دستور جديد لدولة برلمانية ميكونش فيها رئيس الجمهورية عنده كل الصلاحيات دي..التعديلات الجديدة مجتش جنب صلاحيات رئيس الجمهورية.. وأولاً هما بيتعاملوا مع اللي حصل دا مظاهرة احتجاجية بمطالب.. ومش قادرين يفهموا إن اللي حصل ثورة حقيقية لإسقاط النظام كله، بدستوره بقي بحكومته بسلاطاته ببابا غنوجه يعني..ف تعديل الدستور دا لا يتناسب مع كونها ثورة حقيقة وما ينفعش نرضي بيه.. هنا ما يسمي بالشرعية الثورية ..الشرعية من الثورة مش من الدستور اللي احنا اسقطناه.

ممكن من فضلكوا نرتب أولوياتنا ونركز شوية الجمعة الجاية لازم تكون مليونية لإسقاط الاستفتاء والمطالبة بجمعية تأسيسية لدستور جديد يلبي طموحات الثورة.

الشعب والشعب .. إيد واحدة

Wednesday, March 02, 2011

تفاصيل ثورية من ميدان الحرية


تم نشر هذه التدوينة في نشرة مصر الثورية الصادرة عن اللجان الشعبية للدفاع عن الثورة


ثمانية عشر يوماً غيرت وجه التاريخ هم عمر الاعتصام بميدان التحرير ، لم يكن أكثر المتفائلين يتوقع أن يستطيع الشعب المصري أن يغزل ثورته بهذا التحضر وبهذا القدر من الصمود والوعي، شرفت بأن أعيش هذه التجربة يوماً بيوماً وأن أشهد علي هذه الأيام. لقد كانت التفاصيل هي الأكثر دهشة فأعتقد أن الجميع قد تابع علي شاشات التلفزيون و صفحات الجرائد الأحداث العامة يوماً بيوماً لكن ما سأحاول نقله إليكم هو التفاصيل التي أدت إلي هذه الملحمة الرائعة.

- لقد كان الميدان هو قبلة الحالمين بالحرية من كل مكان في مصر، في أحد الصباحات شاهدت رجل وامرأة وثلاثة أطفال يبدو عليهم أنهم من أقاصي الصعيد بسبب لغتهم وملابسهم يحملون قماش أبيض وكان هذا في اليوم التالي لموقعة الجمل، كان الرجل يصرخ بقوة "احنا جايين من سوهاج عشان نموت معاكم..قولوا لمبارك ان أنا وعيلتي جايين بكفنا عشان نموت مع الشرفا..موتنا بالحيا بقاله تلاتين سنة" وكان مشهد دخولهم الميدان مهيباً للغاية.

- قطعت السلطات في يوم جميع شاشات البث المباشر عن ميدان التحرير وشعر الجميع بالخطر، حدث هذا بالتوازي مع القبض علي مجموعة كبيرة من النشطاء واقتحام مركز هشام مبارك للقانون ولاقبض أيضا علي كل العاملين فيه، جعل هذا التدفق علي الميدان يكون بأعداد كبيرة في صباح اليوم التالي، في هذا اليوم كان البلطجية يمنعون وصول الإمدادت إلي الميدان سواء كانت طبية أو من الأغذية أو بطاطين للتدفئة أو حتي زجاجات مياه للشرب ، جمعت مبلغ من المال من زملاء لي لشراء ساندوتشات فول طعمية لتناسب العدد الكبير مقارنة بالمبلغ الضئيل الذي حصلنا عليه، ذهبنا إلي مطعم وطلبنا "100 ساندوتش فول و 100 ساندوتش طعمية" فسألنا صاحب المطعم هل هذا للثوار في الميدان وعتندما أجابنه بنعم بدأ في الدعاء لنا جمعياً بالتوفيق و أصر أنه سيضاعف العدد كدعم منه للإعتصام وأضاف "والمخلل كمان هدية"، وأكد لي أن هذه مساهمه ضئيلة منه للمنضالين من أجل مستقبل أفضل له وأبنائي.

- مشهد أخر كان يحمل الكثير من المعاني فتاة مسيحية تصب الماء علي رجل بذقن كبيرة للوضوء في بدايات الفجر، أحسست في وقتها بعمق المشاعر التي جمعت بين جميع من كانوا في الميدان كأنهم عائلة كبيرة لا يلتفت أفراداها للإختلافات بينهم، فجعلت الجميع ينسي انتمائتهم العقائدية والدينية وحتي جعل الفروق بين النساء والرجال، نسي الجميع كل شئ وتذكروا فقط أنهم مصريون.

"تونس..مصر" هل الخالق الناطق هناك.. الناطق الخالق هنا...



تم نشر هذه التدوينة في جريدة الفجر في يوم 24 يناير 2011

علي خليفة ثورة الياسمين تبارت الأقلام والمحللون والنشطاء والمنظرون في تناول ما حدث بالفحص والتحليل وانقسمت الآراء القائلة بإمكانية حدوث نفس السيناريو في مصر ومجموعة أخري نفت بشدة – من بينهم أبواق السلطة – امكانية حدوث حراك بزعم "ان مصر مش زي تونس"، ومجموعة ثانية من الحركات الشبابية الجديدة رأت أن الثورة قادمة في مصر لامحالة ويكفي فقط أن نبدأ الدعوة علي الفيس بوك بعمل "ايفنت" يدعو الجماهير ليوم الغضب وكان الشعار أن الجماهير التونسية فعلتها يوم 15 يناير وستفعلها الجماهير المصرية يوم 25 يناير.

كان التغيير بالنسبة لي سؤالاً اجبارياً فشلت كل التيارات السياسية في الإجابة عنه، لقد كنت ناشطة في كل الإحتجاجات السياسية بداية من 2001 نهاية إلي 2006 "حركة القضاة" ، وكنت قريبة من كل الحركات السياسية في هذه الفترة ،كنت دوماً اتسأل عن جدوي كل هذه الإحتجاجات ومدي علاقتها واكتشفت بعد هذه الرحلة أن التغيير لن يأتي من التظاهر علي نقابة الصحفيين وليس عن طريق هذه النخبة المشوهه، وكانت هذه قناعتي التي اهتزت كثيراً بعد التجربة التونسية المذهلة.
لقد طرحت الثورة التونسية اجابة مختلفة عن السؤال الإجباري الذي فشل الجميع في الإجابة عنه، وأثبتت أن التحركات الجماهيرية لها شروطها وقوانينها الخاصة التي تفاجىء الجميع فى أغلب الأحوال ،ما حدث في تونس مربك لأنه ليس هناك نخب اللهم إلا اتحاد الشغل الذي بالمناسبة أيَّد بن على للرئاسة وأيضاً كان النظام التونسي من اسوأ الأنظمة فيما إذن ليس من الضروري أن يكون هناك مجموعات سياسية تطرح بديلآً للنظام الحاجم أو حتي تنظيمات شعبية منظمة علي مطالب محددة، أن نقابات مهنية أو اتحادات عمالية قوية، لقد طرحت تونس علينا نموذجاً يستحق التفكير والتأمل، الكثير من المجموعات التي تتبني وجهة النظر القائلة بأن "هناك مش زي هنا" يتحدثةن عن أن هناك اختلافات بين النظامين المصري والتونسي وإن كان يتفقان علي أنهما أنظمة ديكتاورية ففي الوقت الذي منع بن علي اليويتيوب كان النظام المصري يسمح بهامش للتنفيس مثل البرامج الفضائية والصحف والفضاء الالكتروني الذي يتمتع بحرية نسبية.
تونس ونظرية الدومينو
لا شك أن ما حدث في تونس لن يمر وكأن شئ لم يحدث بالنسبة لمصر أو للمنطقة العربية بشكل عام، فقد بدأت بعض الشعوب والحركات احتجاجية بالفعل بتحركات واسعة شعبية تطالب حكوماتها بمطالب تتعلق بحقوقهم الإقتصادية والإجتماعية مثلما يحدث الآن في اليمن والأردن مثلاً، لكن الثورات عادة لا تتبع نظرية الدومينو المشهورة بمعني حدوث الثورة في مكان لا يعني بالضرورة حدوثها بنفس الطريقة في مكان آخر، حتي لحظة كتابة هذه السطور عشية "يوم الغضب المصري" 25 يناير لا أحد يستطيع الجزم بما ممن الممكن أن يحدث فبين فئة من الشباب ممثلة في حركات جديدة مثل "6 إبريل" ومجموعات علي الفيس بوك مثل: "مجموعة خالد سعيد" الذين يرون أن هذا اليوم هو بداية النهاية للنظام المصري.

الخطير في هذه التحركات أن هذه الحركات الشبابية من فرط انعزالها عن الواقع أصبحت تتوقع الثورة لأن أعداداً كبيرة أبدت استعدادها للنزول والمشاركة عن طريق "كليك" بطرف الماوس وهم جالسين خلف شاشاتهم، متناسيين أن الفقراء والكادحين أصحاب المصلحة الحقيقة في حدوث التغيير ليس لديهم رفاهية أن يكون لديهم حساب علي الفيس بوك أو تويتر.
لقد علمتنا تونس أن نحترم وننتظر أيضاً أن تختار الجماهير ساحة ووقت المعركة وسببها أيضا ، ففي إمتحان التغيير سقط الجميع، وحدها تونس التي استطاعت ان تنجح.