Wednesday, March 02, 2011

"تونس..مصر" هل الخالق الناطق هناك.. الناطق الخالق هنا...



تم نشر هذه التدوينة في جريدة الفجر في يوم 24 يناير 2011

علي خليفة ثورة الياسمين تبارت الأقلام والمحللون والنشطاء والمنظرون في تناول ما حدث بالفحص والتحليل وانقسمت الآراء القائلة بإمكانية حدوث نفس السيناريو في مصر ومجموعة أخري نفت بشدة – من بينهم أبواق السلطة – امكانية حدوث حراك بزعم "ان مصر مش زي تونس"، ومجموعة ثانية من الحركات الشبابية الجديدة رأت أن الثورة قادمة في مصر لامحالة ويكفي فقط أن نبدأ الدعوة علي الفيس بوك بعمل "ايفنت" يدعو الجماهير ليوم الغضب وكان الشعار أن الجماهير التونسية فعلتها يوم 15 يناير وستفعلها الجماهير المصرية يوم 25 يناير.

كان التغيير بالنسبة لي سؤالاً اجبارياً فشلت كل التيارات السياسية في الإجابة عنه، لقد كنت ناشطة في كل الإحتجاجات السياسية بداية من 2001 نهاية إلي 2006 "حركة القضاة" ، وكنت قريبة من كل الحركات السياسية في هذه الفترة ،كنت دوماً اتسأل عن جدوي كل هذه الإحتجاجات ومدي علاقتها واكتشفت بعد هذه الرحلة أن التغيير لن يأتي من التظاهر علي نقابة الصحفيين وليس عن طريق هذه النخبة المشوهه، وكانت هذه قناعتي التي اهتزت كثيراً بعد التجربة التونسية المذهلة.
لقد طرحت الثورة التونسية اجابة مختلفة عن السؤال الإجباري الذي فشل الجميع في الإجابة عنه، وأثبتت أن التحركات الجماهيرية لها شروطها وقوانينها الخاصة التي تفاجىء الجميع فى أغلب الأحوال ،ما حدث في تونس مربك لأنه ليس هناك نخب اللهم إلا اتحاد الشغل الذي بالمناسبة أيَّد بن على للرئاسة وأيضاً كان النظام التونسي من اسوأ الأنظمة فيما إذن ليس من الضروري أن يكون هناك مجموعات سياسية تطرح بديلآً للنظام الحاجم أو حتي تنظيمات شعبية منظمة علي مطالب محددة، أن نقابات مهنية أو اتحادات عمالية قوية، لقد طرحت تونس علينا نموذجاً يستحق التفكير والتأمل، الكثير من المجموعات التي تتبني وجهة النظر القائلة بأن "هناك مش زي هنا" يتحدثةن عن أن هناك اختلافات بين النظامين المصري والتونسي وإن كان يتفقان علي أنهما أنظمة ديكتاورية ففي الوقت الذي منع بن علي اليويتيوب كان النظام المصري يسمح بهامش للتنفيس مثل البرامج الفضائية والصحف والفضاء الالكتروني الذي يتمتع بحرية نسبية.
تونس ونظرية الدومينو
لا شك أن ما حدث في تونس لن يمر وكأن شئ لم يحدث بالنسبة لمصر أو للمنطقة العربية بشكل عام، فقد بدأت بعض الشعوب والحركات احتجاجية بالفعل بتحركات واسعة شعبية تطالب حكوماتها بمطالب تتعلق بحقوقهم الإقتصادية والإجتماعية مثلما يحدث الآن في اليمن والأردن مثلاً، لكن الثورات عادة لا تتبع نظرية الدومينو المشهورة بمعني حدوث الثورة في مكان لا يعني بالضرورة حدوثها بنفس الطريقة في مكان آخر، حتي لحظة كتابة هذه السطور عشية "يوم الغضب المصري" 25 يناير لا أحد يستطيع الجزم بما ممن الممكن أن يحدث فبين فئة من الشباب ممثلة في حركات جديدة مثل "6 إبريل" ومجموعات علي الفيس بوك مثل: "مجموعة خالد سعيد" الذين يرون أن هذا اليوم هو بداية النهاية للنظام المصري.

الخطير في هذه التحركات أن هذه الحركات الشبابية من فرط انعزالها عن الواقع أصبحت تتوقع الثورة لأن أعداداً كبيرة أبدت استعدادها للنزول والمشاركة عن طريق "كليك" بطرف الماوس وهم جالسين خلف شاشاتهم، متناسيين أن الفقراء والكادحين أصحاب المصلحة الحقيقة في حدوث التغيير ليس لديهم رفاهية أن يكون لديهم حساب علي الفيس بوك أو تويتر.
لقد علمتنا تونس أن نحترم وننتظر أيضاً أن تختار الجماهير ساحة ووقت المعركة وسببها أيضا ، ففي إمتحان التغيير سقط الجميع، وحدها تونس التي استطاعت ان تنجح.

1 comment:

زفات said...

ابتداءت من تونس الخضراء لتصل الى ام الدنيا

ربنا ينصركم



زفات
موقع زفات