Wednesday, March 02, 2011

تفاصيل ثورية من ميدان الحرية


تم نشر هذه التدوينة في نشرة مصر الثورية الصادرة عن اللجان الشعبية للدفاع عن الثورة


ثمانية عشر يوماً غيرت وجه التاريخ هم عمر الاعتصام بميدان التحرير ، لم يكن أكثر المتفائلين يتوقع أن يستطيع الشعب المصري أن يغزل ثورته بهذا التحضر وبهذا القدر من الصمود والوعي، شرفت بأن أعيش هذه التجربة يوماً بيوماً وأن أشهد علي هذه الأيام. لقد كانت التفاصيل هي الأكثر دهشة فأعتقد أن الجميع قد تابع علي شاشات التلفزيون و صفحات الجرائد الأحداث العامة يوماً بيوماً لكن ما سأحاول نقله إليكم هو التفاصيل التي أدت إلي هذه الملحمة الرائعة.

- لقد كان الميدان هو قبلة الحالمين بالحرية من كل مكان في مصر، في أحد الصباحات شاهدت رجل وامرأة وثلاثة أطفال يبدو عليهم أنهم من أقاصي الصعيد بسبب لغتهم وملابسهم يحملون قماش أبيض وكان هذا في اليوم التالي لموقعة الجمل، كان الرجل يصرخ بقوة "احنا جايين من سوهاج عشان نموت معاكم..قولوا لمبارك ان أنا وعيلتي جايين بكفنا عشان نموت مع الشرفا..موتنا بالحيا بقاله تلاتين سنة" وكان مشهد دخولهم الميدان مهيباً للغاية.

- قطعت السلطات في يوم جميع شاشات البث المباشر عن ميدان التحرير وشعر الجميع بالخطر، حدث هذا بالتوازي مع القبض علي مجموعة كبيرة من النشطاء واقتحام مركز هشام مبارك للقانون ولاقبض أيضا علي كل العاملين فيه، جعل هذا التدفق علي الميدان يكون بأعداد كبيرة في صباح اليوم التالي، في هذا اليوم كان البلطجية يمنعون وصول الإمدادت إلي الميدان سواء كانت طبية أو من الأغذية أو بطاطين للتدفئة أو حتي زجاجات مياه للشرب ، جمعت مبلغ من المال من زملاء لي لشراء ساندوتشات فول طعمية لتناسب العدد الكبير مقارنة بالمبلغ الضئيل الذي حصلنا عليه، ذهبنا إلي مطعم وطلبنا "100 ساندوتش فول و 100 ساندوتش طعمية" فسألنا صاحب المطعم هل هذا للثوار في الميدان وعتندما أجابنه بنعم بدأ في الدعاء لنا جمعياً بالتوفيق و أصر أنه سيضاعف العدد كدعم منه للإعتصام وأضاف "والمخلل كمان هدية"، وأكد لي أن هذه مساهمه ضئيلة منه للمنضالين من أجل مستقبل أفضل له وأبنائي.

- مشهد أخر كان يحمل الكثير من المعاني فتاة مسيحية تصب الماء علي رجل بذقن كبيرة للوضوء في بدايات الفجر، أحسست في وقتها بعمق المشاعر التي جمعت بين جميع من كانوا في الميدان كأنهم عائلة كبيرة لا يلتفت أفراداها للإختلافات بينهم، فجعلت الجميع ينسي انتمائتهم العقائدية والدينية وحتي جعل الفروق بين النساء والرجال، نسي الجميع كل شئ وتذكروا فقط أنهم مصريون.

1 comment:

زفات said...

ربنا نصركم وازاح الظلم يا شعب مصر





زفات
موقع زفات