Wednesday, February 22, 2006

يوم الطالب العالمي

الطلبة تحاصر جحافل الأمن
جميلة هي جامعة القاهرة ،حيث مارست السياسية لأول مرة في حياتي وتشاء الصدف أن يكون يوم الطالب العالمي هو بداية دخولي السياسية ،بالأمس إحتفلت بمرور 5 أعوام علي ممارستي السياسة ، حدث هذا يوم 21 فبراير 2001 حينما دخلت الجامعة من بابها الرئيسي لألتقي بأصدقائي الذين لا هم لهم سوي الفسح والخروج والتنكيت والتزويغ من المحاضرات ،أتذكر أنني ذهبت معهم لكل المولات والسينمات والحدائق ،كنت أشعر بإغتراب حقيقي بين ما أكونه وبين ما أمارسه معهم من عبث لا لشئ إلا لقتل الوقت فأنا أحب القراءة وهم يرون أنني مجنونة "يا بنتي في حد يقرا كتب في الحر دا ، كان معظهم علاقتهم بالقراءة توقفت عند حدود فلاش و رجل المستحيل وزهور وعبير بالنسبة للبنات ، المهم ما طولش عليكوا دخلت الجامعة اليوم دا لأفاجئ بمجموعة من الطلبة يفترشون الأرض بلوحات كتبت عليها موضوعات وصور ،فدفعني الفضول للوقوف و سماع ما يقولونه ، وكانت ملامحهم مليئة بالجدية والصرامة وعرفت أن اليوم هو يوم الطالب العالمي ولم أكن أسمع بحياتي بهذه المناسبة ، انبهرت بهم وبكلامهم عن السياسية وجرأتهم في مناقشة كافة المواضيع وحفظهم أشعار لطالما قرأتها وكنت علي يقين أن أحد غيري لا يقرأها ،وقررت أن أكون معهم "الطلاب الإشتراكيون" وكانت البداية وفي اليوم الثاني كنت أبحث عنهم لأعبر لهم عن رغبتي الحقيقة في أن أنضم إليهم ، وتفجرت بعدها المظاهرات في الجامعة علي خليفة زيارة شارون للمسجد الأقصي والإنتفاضة الفلسطينية وكانت الجامعة في حالة لم أرها من قبل الطلبة في حالة استنفار قسوي ويستفزهم بشدة وجود السفارة الإسرائيلية وعلمها الذي يرفرف فوق كوبري الجامعة ، وفي صباح أحد الأيام ،كتبنا معرض لحث الطلبة علي التظاهر لطرد السفير الإسرائيلي وغلق السفارة ،وتوجهنا بالمعرض إلي كلية حقوق وما إن فرش المعرض وبدأنا الكلام مع الطلبة حتي فوجئنا بأعداد غفيرة من الطلاب مما كان يسمح بقيام مظاهرة حاشدة وبالفعل بدأ زملائي بالهتاف وكنت مبهورة بشدة وعندما بحت أصواتهم بعد لف الجامعة واحتشاد ما لايقل عن 5000 طالب وجدتني لأول مرة أهتف الهتافات التي حفظتها عنهم عن ظهر قلب ، وبهت حينما ردد هتافي ال5000 متظاهر ،هو إحساس لا أستطيع وصفه ، واكتشفت في نفسي بعد ذلك مهارة الهتاف ولا أنسي هتافات الإنتفاضة التي كانت تؤجج المشاعر وتحمس الطلبة "يا فلسطين ويا فلسطين . .مهما تمر سنين وسنين . .مهما يشدوا الطوق ع الرقبة . .مهما يزيد عدد الزنازين . .رقبنا بتتحدي السكين" ،"أول مطلب للجماهير قفل سفارة وطرد سفير"،إسمك صابر يا عرباوي والصهيوني بذلك ناوي . .أول يوم ضربك في الغارة . .تاني يوم ذلك بسفارة . .تالت يوم بفلوس أمريكا . .رابع يوم سينما وبولتيكا . .خامس يوم لازم تحرير . .قفل سفارة وطرد سفير"، كل هذه الذكريات مرت أمامي كشريط فيلم سينما عندما تظاهرنا أمس داخل الجامعة ، تغير الطلبة كثيرا ،أتذكر جيدا نظرات أعينهم من 5 سنوات التي تمتلئ بالحماس والرغبة الحقيقة في التغيير ،أما بالأمس فقد تبدلت نظراتهم بعدم المبالاة وعدم الرغبة في المشاركة في أي حدث سياسي ،لا أدري ماذا حدث لهم وكأن الأمر لا يعنيهم وكأننا نتحدث عن بلد أخري ومعاناة أخري لا يعشونها مثلنا بالأمس التقيت أصدقائي عند تمثال شهداء الحركة الطلابية في الجامعة -هذا التمثال الذي شهد أيام حاشدة في السنوات السابقة- وأخذنا المعرض في أول كلية تجارة وقمنا بفرشه وفرش بجوارنا الطلاب الناصريين وطلاب الغد ، وبدأنا نتناوب بإلقاء الشعر علي المعرض والتف حولنا الطلاب وتكلمنا معهم عن يوم الطالب وعن العبارة وعن الفساد والمصاريف الجامعية واتحاد الطلبة وعن أنفلفونزا الطيور وعن البطالة والفقر وغلا الأسعار ، وكانت استجابتهم معنا فاترة للغاية ، في تمام الساعة الثانية عشر قررنا التوجه إلي الباب الرئيسي للتظاهر مع حركة كفاية وبدأنا في لف كليات الجامعة وكان الطلبة ينظرون لنا ضاحكين في أغلب الأحيان ونفر قليل منهم هم من قرر الإنضمام لنا في المظاهرة وتوجهنا بالفعل عند الباب الرئيسي لنلتقي ومظاهرة كفاية خارج الباب ،وفجاة بدأنا من الداخل وهم من الخارج في محاولة لفتح الباب الكبير المغلق بالمتاريس كعادة الأمن وبعد أقل من عشر دقائق وتحت إصرار الجانبين علي كسر الباب كسر بالفعل وهتفنا جميعا "حرية . .حرية"، وعند مدخل الباب كان يقف حوالي 40 ظابط هما حرس الجامعة وأمن الدولة ،وقررنا أن نفرض عليهم كردونا ونطردهم بره الجامعة مرددين هتافات "أمن الجامعة بره بره . .لجل الجامعة ما ترجع حرة" وبدأنا مع الضباط في كر وفر وحصارنهم بالفعل ما يقرب من 6 مرات ، وكان مشهد رائعاً فها هم الطلبة يكردنون الأمن ، نعم لقد اكتسبنا القليل من الشجاعة في مواجهة الأمن لقد صار كرهنا لهم عميقا "احنا الطلبة مش خايفين"،وتظل جامعة القاهرة بالنسبة لي تحمل ذكريات جميلة ويظل حرم الجامعة هو المكان الأمثل لي للتظاهر.

1 comment:

Anonymous said...

��� ����� �� ����� �� ��� ��� ���� ���� ��� ����� ������ ������� ������ �������� �� �� ������ ����� �� ��� ������ ������� ��� ��� ��� ���� ������� ��� ���� ����� ���� ������� ����� ����
�������������