Monday, March 06, 2006

يوم أن طردتني الجماهير 1

أتاخرت شوية علي ما تكلمت في الموضوع دا ، معلش بقي الدنيا ملاهي ..
يوم الأحد 26 فبراير ،أخر أيام فعاليات مؤتمر أيام اشتراكية ، وكنت أحضر نفسي لحضور ندوة المرأة والتغيير لإهتمامي بهذا الموضوع ، وإذ بي أتلقي اتصال هاتفي ليعلمني أن هناك مظاهرة بوسط المدينة عاملينها بتوع الفراخ ، في الأول ما فهمتش ، قلت أهو أعدي علي وسط البلد أشوف الحدوتة لوطلعت فيها الرجا ، أكتب عنها حاجة للجرنان ، المهم ما اطولش عليكوا أخدت تاكسي من البيت لوسط البلد والطريق كان واقف جدا ، قلت ما بدهاش دي باينها حاجة جامدة ، الخبر اللي جاني ان المظاهرة في ماسبيرو قدام الاذاعة والتلفزيون المهم نزلت من التاكسي قدام ماسبيرو ومكانش فيه أي حاجة ، و اليوم دا كنت عاملة فيها الست الصحفية ومديها الجيبة والحتة الزفرة وريكوردر وكاميرا ديجيتال وحركات وكدا ، فقررت اني أعيش في دور الست الصحفية ،و تقدمت من أحد الكناسين علي الكورنيش لأسأله بشكل صحفي ،صباح الخير يا حاج ، فيلتفت الرجل الطيب ناحيتي ويبحلق فيا بسذاجة في بداية الأمر وبعديها يرد الصباح ،أهلا يا أبلة صباح الخير ،سألته :هوا كان فيه مظاهرة هنا ياحاج ، قالي أه يا بنتي الناس بتوع الفراخ كانوا ياما هنا وبعدين مشيوا ،سألته طب عندك فكرة راحوا فين يا حاج ، قالي أنا سمعتهم بيقولوا راحيين حدا مجلس الشعب "بكسر الشين "،المهم حبييت أحسسه يعني ان أنا صحفية مهمة وكدا ففتحت الكاسيت وسألته بطريقة مذيعات القناة الإولي وياتري ياحاج انته ايه رأيك في موضوع الأنفلونزا دا؟ طبعا أدائي ووقفتي معاه أمام التلفزيون أكدوا له أنني بالتاكيد إن أنا من بتوع احنا مبسوطين والقشية معدن وربنا يخليلنا الريس ، ويوفقه وكدا فكانت كل اجابته تنحسر في الحكومة كتر خيرها برضة انها مستحملنا ومأكلنا ومشربنا وأهي بتشتغل علي قد جهدها ، واحنا أصلنا كترنا أوي هيعملوا ايه ولا ايه ، المهم حاولت أن أوصل له أن يتكلم علي راحته ولكنه ظل مصر إلي أخر الحوار علي موقفه وبعد ما قفلت الكاسيت ،قلته يا حاج علي فكرة أنا مش من التلفزيون أنا من جرنان معارضة ، قالي يا بنتي حد ضامن عمره أنا راجل صاحب عيا وعندي عيال وما أضمنش أقول كلمة كدا ولا كدا يودوني ورا السمس . . .المهم قررت الذهاب إلي مجلس الشعب ، ، وعند المجلس هالتني جحافل الجماهير ما يقرب من 3000 مواطن علي أقل تقدير والغريب في الموضوع انهم مافيهمش أي حد أعرفه غير الظباط طبعا ، فما فهمتيش يعني ايه مظاهرة في وسط البلد مفيهاش حد أعرفه والناس شكلهم ناس بجد مش المقعرين المحدبين بتوع قهاوي وسط البلد وكفاية وكل الحركات القرعة دي . .وقفت مبهورة في البداية و قررت التقدم منهم ، طبعا زي ما قلت لكم في الأول كان شكلي يجيب علي صحافة مش تشرد كالعادة ، المهم فتحت الكاسيت وتقدمت منهم ورحبوا بيا بشدة لكوني صحافة وانطلقوا في الحديث عشرة في بق واحد ، المهم حاولت تهدئتهم وجعلهم يتحدثون واحد تلو الآخر المهم عندي الكاسيت اللي سجلته لو فيه حد ممكن يساعدني أحوله وينزل ع النت يبقي يقولي ، المهم مش عايزه أطول عليكوا . . .طبعا ما بقيتش صحفية ولا حاجة معرفتش يعني أبقي محايدة فبدأت أكلمهم عن أهمية ما يفعلونه الآن وإن الحكومة الوسخة بتعاتنا دي ما بتجيش غير كدا وانهم لازم يصعدوا التظاهر ، وكانوا يؤمنون علي كلامي وبدأت علامات الثقة تبدوا في تصرفاتهم تجاهي ، المهم قرروا أن تسير المظاهرة من أمام مجلس الشعب إلي مجلس الوزراء ، كلمت وائل عباس في التليفون عشان يجيي يصور ، وكلمت الناس في النقابة عشان أشرحلهم أهمية انهم ينزلوا،بدأت المظاهرة في التحرك في البداية بصمت إلي أن هتف أحدهم "حسبي الله ونعم الوكيل"وضج المتظاهرون بالهتاف من أعماقهم وبصوت عالي للغاية - مش بمياعة زينا- المهم بدأو يألفوا هتافات عفوية بس تضحك مثلا "لا للمصالح الشخصية " ، لا للفراخ المجمدة" وبعدين ربنا فتح علي واحد فيهم بهتاف جامد "يا نظيف قول الحق . .خربتوا بيوتنا ولا لأ" هنا قررت أن أهتف و إيدي علي قلبي ، مش قادرة أتوقع إيه ممكن يكون رد فعل رجالة بشنبات يقف عليها الصقر علي بنت تطلع تهتف ، المهم توكلت وهتفت " عايزين حكومة حرة . .العيشة بقت مرة" وهالني أن رددوا ورائي الهتاف فكملت بقا باقي الهتافات . . .وهنا حدثت تحركات مريبة بين الظباط وبدأ اللاسلكي يشتغل "عناصر من كفاية يا افندم التحمت بالمظاهرة "، "شيوعيين يا افندم في المظاهرة"فما فهمتش شيوعيين مين يا عم وعناصر مين دا أنا لوحدي ووائل وأحمد سمير بيصورا ، المهم أنا والجماهير زي الفل مع بعض وبيهتفوا ورايا وكدا ، وفجأة انشقت الأرض عن أحد الظباط المرافقيين لكل مظاهرات كفاية وزعق فيهم بعلو صوته "البت دي بتاعة كفاية العميلة . .دي بتقيض بالدولار . . دي هتوديكوا في داهية "هب والنور قطع ، وإذا بالجماهير "ملح الأرض" يصبون عليا جام غضبهم وتحول الموضوع إلي بوادر خناقة ناس تقول يا جماعة سبوها دي بتتكلم صح وناس مصدقه الظابط وبيزقزني عشان أخرج من المظاهرة ، لحقني زميلي أحمد سمير وأصر أنني يجب أن أنسحب من المظاهرة فقررت أنني لن أنسحب وأصريت علي السير معهم وحدثت العديد من المناوشات ، وانتهت المظاهرة بفركيشة من الأمن و أعلنوا أنهم سيتظاهروا ثانية يوم الأربعاء وبدأ العديد منهم في الإلتفاف حولنا لتبادل أرقام التليفونات والتحضير للمظاهرة القادمة
المهم دي كانت أول مرة الجماهير تطردني فيها ، بكرة حاكيلكوا المرة التانية بس دي بقي كانت بجد. . استنوني بكرة أحكي لكوا المرة التانية