Wednesday, February 14, 2007

نهارنا نادي







تفاصيل صباحية
مرت فترة طويلة منذ آخر مرة استيقظت فيها في هذه الساعة المبكرة من الصباح، استيقظت اليوم في تمام الساعة 5.30 فجراً لألحق بقطار الساعة السابعة الذاهب إلي بني سويف.


لقد توقفت عن عادة الاستيقاظ مبكراً منذ أنهيت دراستي الثانوية من حوالي 8 سنوات.


استعدت اليوم كافة طقوسي الصباحية. . صوت أمي ينادي علي بحنان بالغ وكأنها تعتذر لي لاضطرارها لإيقاظي من النوم، وتأكيدي لها علي أنني " هأقوم يا ماما أهو. ." وكالعادة أدير ظهري الناحية الأخرى لأغط في النوم مرة أخري، تعود إلي بعد فترة وتبلل أصابعها بالماء وتضعها علي وجهي، فأنتبه وأحاول بعقل نصف واعي تحديد ما علي إنجازه هذا الصباح لأحدد كم دقيقة أخري من الممكن أن أختلسها في النوم.


أقوم لأفتح الشيش وستائر غرفتي حتى أرغم نفسي علي الاستيقاظ، صوت العصافير يتزاحم من بعيد، في الغرفة المجاورة صوت الراديو علي إذاعة القرآن الكريم ينبعث من غرفة أبي. . في طريقي إلي الحمام أسمع حركة أمي في المطبخ وتصل إلي أنفي رائحة الشاي، والبيض المقلي بالزبدة البلدي، التي تحرص أمي علي استعمالها دوماً، مما يجعل لأكلها طعماً مميزاً.


تعاودني تفاصيلي القديمة التي ترجع لأيام المدرسة، أريد أن أنام ولا أقوي علي فتح عيني. . إذن إنه " الدش البسطرة “. . أسلم رأسي للدش الساخن جدا وأترك المياه الساخنة تنساب علي شعري وأغمض عيني لأستشعر دفء الماء علي جسدي، وفجأة أفتح صنبور الماء البارد بلا أدني تردد وأغلق الساخن سريعاً، فتنتبه كل حواسي مع شهقة أولي لاستيعاب الصدمة ولكن بعد ذلك نتيجة مضمونة ابدأ يومي بنشاط لا مثيل له.


أذهب إلي غرفتي وأفتح الراديو، عندما كنت طفلة كنت أعشق سماع إذاعة " الشرق الأوسط " بداية من الساعة السادسة صباحاً لأسمع الأغاني الصباحية الأكليشيه " يا صباح الخير اللي معانا “، " حلاوة شمسنا “، "يا حلو صبح “. . . . الخ من تلك الأغاني المصراوية جدا
منذ حوالي 12 سنة كانت تذيع " الشرق الأوسط ": صباحاً حوالي الساعة السابعة إلا ربع برنامج أطفال اسمه "فنتستيكا “، داومت علي سماع هذا البرنامج علي مدار رابعة وخامسة ابتدائي مرورا بإعدادي وثانوي، كان الراديو جزء مهم جدا من تفاصيل يومي الدراسي – وللراديو تدوينة أخري – أبحث عن برنامجي المفضل ولكن من الواضح انه اختفي من الخريطة الإذاعية لسنوات، أسمع أغنية جميلة لعفاف راضي " اصحي يا دنيا وقومي يا دنيا "


أقوم بتغيير ملابسي، تدخل عليا أمي بكوب الشاي باللبن وساندو تش البيض – سالف الذكر – أحاول التملص ولكن هيهات، الإفطار طقس مقدس لديها، تطلب مني أمي أن أصلي ركعتين لأنني علي سفر، أومئ برأسي وأقول لها " إن شاء الله " تنظر لي بسخرية وتقول " أنا قلبي تعب معاكي، أنتي حرة اللي ياكل علي ضرسه ينفع نفسه "


أتأكد من حزم حقيبتي، أضع علي ال mp3 موسيقي تكفيني لمدة أربعة أيام، أرفع حقيبتي خلف ظهري و أخرج من غرفتي لأجد أمي تقف لي بشنطة مليئة بالساندويتشات وتبتسم لي وتقولي زى زمان، بقالي كتير ما عملتلكيش ساندويتشات، أحضنها وأقبلها و أؤمن علي دعواتها لي بالسلامة وتوصيني أن اهاتفها فور وصولي للاطمئنان علي، أدخل إلي والدي أجده يصلي، انتظر حتى يفرغ من صلاته ليوصيني الوصايا العشر. . ."خدي بالك من نفسك. . .اقفلي الباب عليكي وأنتي نايمة. . .أتغطي كويس. . .متتكلميش في السياسة بصوت عالي. . . كلمينا كل يوم. . . .الخ “، ويصر علي أن يعطيني مصروفي كما في أيام المدرسة.
أنزل فيقابلني الصوت التاريخي لبائعة اللبن وهي تقول " اللــــــــبن. . أبيض انهاردة ابيض"، ألقي عليها تحية الصباح، فترد " نهارك قشطة يا بنتي"، بالقرب من محطة الأتوبيس تقبع "حنان" بائعة الجرائد التاريخية أيضا، حيث دأب جدي لوالدي – رحمه الله أن يرسلني إليها منذ بلغت الثالثة من عمري، وكان جدي يحفظني شكل ومكان كلمة "الطابعة الثالثة" علي جرنان الأخبار، ولما كانت حنان تعطيني الجرنان طبعة أولي، يعيدني إليها جدي لأقول لها " يا حنان جدو بيقولك هوا ما بيقراش جرايد بايتة ".
أصبح علي حنان، فترد عليا " صباح الفل يا طه " فمنذ أن بلغت أصبحت حنان تناديني باسم أخي، وعبثاً حاولت أقنعها بأن تناديني باسمي.


أركب تاكسي إلي محطة قطار الجيزة، أمر في طريقي علي مدرستي القديمة، اليوم هو عيد الحب، بنات في عمر الزهور يحملن ورودا وقلوب حمراء، كنت أفعل مثلهم بشكل شبه يومي فكنت أمر علي محل الورد بجوار المدرسة لأشتري وردة حمراء لمدرس الكيمياء، فقد كان فارس أحرم مراهقتي.


أفتح شباك التاكسي وأتنسم هواء الصباح الطازج الذي لم تلوثه بعد عوادم السيارات، أملأ رئتي بالأكسجين وأردد " هذا صباح جميل "

11 comments:

Mamdouh Dorrah said...

يخرب بيت جمالك

Dananeer said...

كان فعلا صباح جميل

تفاصيلك حلوه يا سمسمه

محمد عبد الغفار said...

حقيقى حكايه الميه السخنه والساقعه دى ده انت تبقى معجزه وسط البنات

انا كمان كنت بسمع فنتاستيكا لحد مخلصت جامعه هو وعمو حسن مش عارف مصيرهم ايه دلوقتى كانو بيجو الصبح وزى مقلتى والساعه 4:30 العصر كمان

انا كنت مدمن راديو ومدمن تفاصيل كتير شبه تفاصيلك التحفه انما اكل العيش كلهم

كلهم وكلنى وقرب ياكل وجدانى ساقيه وطاحونه وياريتنا الثور بتاعها ، الثور بيرتاح بليل

سامية جاهين said...

لفت نظري العنوان فدخلت قريت البوست، لقيت نهارنا نادي فعلا
:)
تعرفي انا ما سمعتش الكلمة دي من إمتى؟

وتعرفي من إمتى ما سمعتش الراديو؟

حقيقي شكراً على كل التفاصيل الجميلة دي. تدوينة ممتعة جداً وقريبة جداً للقلب وكأن من تحكيها جارتي وأو زميلتي وعمتي أو جدتي في شبابهما

Simsima said...

ممدوح . . الله يكرمك يا باشا

Dananeer ياريت كل صباحاتك تبقي جميلة. .

Mohamed A. Ghaffar مش فاهمة يعني ايه موضوع المعجزة دا ؟انا كمان كنت بحب صوت عمو حسن جدا ، متخليش أكل العيش يطحنك ، جرب تستعيد التفاصيل دي ، الموضوع سهل أوي حاول تفتكر تفاصيلك القديمة وحاول تنسخها ، هتحس كويس جدا. .

سامية الجميلة
شكرا علي التعليق يا قمر وأنا مبسوطة ان التدوينة عجبتك ، وابقي زورينا تاني

Anonymous said...

عارفه يا سمسم بتعجبني تعبيراتك اوووي
ومنهم متخليش اكل العيش يطحنك
الواحد فعلا كان ابتدي ينسي نفسه بجد بجد

.:.-=- ELGaZaLy-=-.:. said...

دى اول مرة ازور المدونة بس بجد جميلة...

اوى وتعبيراتك فيها لزيزة بجد

Anonymous said...

يااااااااه فكرتينى بايام زمان خلتينى احس ان جيلنا كله زى بعض كلنا ككانت امهاتنا بتصحبنا وفى نفس الوقت كانت الباك جراوند بتاع صوتها وهو بصحينا اذاعة الشرق الاوسط وخصوصا برنامج فانتستيكا ده انا كنت بسمعه يوميا وانا خلاص فاضل ربع ساعة على معاد الباص ولسه لحد دلوقتى فاكرة كلمات الاغنية فنتستيكا فن فن فنتستيكا شنطة بدون قلم وبدون استيكا ثنى مد للاطفال
بس مش عارفة ليه وانت بتحكى تفاصيل صباحك النادى ورغم انى افتكرت ايام جميلة الا انى حسيت ان حاجة حلوة اوى ضاعت منى ومش هترجع تانى
هو احنا كبرنا ولا ايه
ولا انا اللى باين عليا نكدية من يومى

Eslam Samir said...

حتما ساتابعك
وتمت اضافتك إلى مفضلاتي

بالتوفيق

منتديات said...

Thanks for your

منتديات

زفات العروس

دردشة

شات

شات صوتي

مواضيع اسلامية

مواضيع عامة

Department of English Language

مكتبة مجنونات

أخبار الحوادث و الجرائم - اثارة

الترحيب و التعارف

همس القصيد

الخواطر وابداع الاقلام

Stories - قصص - قصص قصيره و الألغاز

الحياة الزوجية

عالم الرجل - ازياء - موضه - ماركات

ازياء واكسسورات

مكياج وشعر

ديكور - أثاث - غرف نوم - مطابخ - حمامات

صحة - طب بديل - تغذية - أعشاب - رجيم - اطفالنا

الطبخ والمأكولات

الفن والفنانين

الفيديو والافلام

الصوتيات و المرئيات و الفضائيات

الأغاني و الفيديو كليب

مقاطع الاغاني , اغاني

صرقعة و تنكيت وضحك

العاب الكمبيوتر اثارة

مسنجر - برامج ماسنجر - توبيكات

توبيكات

صور - كاريكاتير - مناظر

الرياضة والرياضيين

السيارات Motorcycles - Cars - سيارات - دراجات

سياحة وسفر

تطوير المواقع ، هاكات و سكربتات

الكمبيوتر و الإنترنت

بلوتوث - مقاطع جوال - فيديو الجوال

تصاميم و جرافكس - فلاش - سويتش - دروس

اسماء ومعاني

العاب فلاش

مكتبة البرامج

ماسنجرات

حكم وامثال

اسلاميات

المركز الاخباري

صحف ومجلات

تداول الاسهم

دليل المواقع

قصائد مسموعة

ΣИĭGмΛ said...

احب احيكي جدا على كل تفصيلة صغيرة انتى كتبتيها
رجعيتنى لايام البراءة والجمال والهدوء وراحة البال اللى زى حروفك اللى كلها زأزأة عصافير رقيقة
انتى عشتى حياة جميلة وليكي الحق انك تفتكريها وتعتزى بيها بجد
فرحتينى بأيام مش هتتعوض ابدا وبفرة غايبة من زمان وبناس احلى من كل الناس

اللى يكتب الكلام ده حد لسه قلبه حلو اوى
احيكي للمرة المليون اختى العزيزة